نستطيع اليوم أن نلقي نظرة ختامية على حصاد سينما 2011 في مصر، في سطور:
أحسن سبعة أفلام، من بين تسعة عشر فيلماً عرضت في هذا الموسم، بترتيب عرضها:
-1 «ميكروفون» إخراج أحمد عبد الله السيد وتأليفه، بطولة خالد أبو النجا ويسرا اللوزي.
-2 «حاوي» إخراج إبراهيم البطوط وتأليفه.
-3 «الفاجومي» إخراج عصام الشماع وتأليفه عن مذكرات الشاعر أحمد فؤاد نجم، بطولة خالد الصاوي وجيهان فضل وكندة علوش.
-4 «المسافر» إخراج أحمد ماهر وتأليفه، بطولة عمر الشريف وخالد النبوي وسيرين عبد النور.
-5 «كف القمر» إخراج خالد يوسف وتأليف ناصر عبد الرحمن، بطولة وفاء عامر وخالد صالح.
-6 «إكس لارج» إخراج شريف عرفة وتأليف أيمن بهجت قمر، بطولة أحمد حلمي ودنيا سمير غانم.
-7 «أسماء» إخراج عمرو سلامة وتأليفه، بطولة هند صبري وماجد الكدواني.
- أحسن فيلم تسجيلي: «الطيب والشرس والسياسي ـ التحرير 2011» إخراج عمرو سلامة وآيتن أمين وتامر عزت.
- أحسن فيلم عربي عرض في مصر: اللبناني «هلا لوين؟» لنادين لبكي.
- أحسن فيلم أجنبي عرض في مصر: الفرنسي «دجاج بالبرقوق»، والإيراني «انفصال نادر وسامين».
- أحسن مخرج: أحمد ماهر في «المسافر»، وخالد يوسف في «كف القمر».
- أحسن كاتب سيناريو: أحمد ماهر في «المسافر»، وأيمن بهجت قمر في «إكس لارج».
- أحسن ممثلة: هند صبري في «أسماء».
- أحسن ممثل: أحمد حلمي في «إكس لارج»، ماجد الكدواني في «أسماء».
- أحسن فيلم أول أو ثان لمخرجه: «المسافر» لأحمد ماهر.
- أسوأ فيلم: «الفيل في المنديل» لطلعت زكريا، «تك تك بوم» لمحمد سعد.
- أسوأ ظاهرة: محاولة استغلال الثورة الشعبية المصرية في يناير، في بعض الأفلام مثل الفيلمين السابق ذكرهما.
- رحيل العام: الفنانة الأسطورة هند رستم، الفنان القدير كمال الشناوي، الفنانون الكبار عمر الحريري وخيرية أحمد وسعاد محمد وغيرهم.
نلاحظ أن الأفلام السبعة الأحسن، باستثناء الفيلم الكوميدي المتقن «إكس لارج»، تتناول هموماً وطنية ومجتمعية عامة، ومزج «المسافر» بين التحليل النفسي المتعمق لنفسية بطله «الأمارة بالسوء»، وبين تواريخ سياسية شهيرة (1948 ـ 1973 ـ 2001).
من خارج الأفلام السبعة نجد «صرخة نملة»، متوسط القيمة، يدور حول مدى التردي الذي يسود المجتمع من جميع الوجوه، وهو فيلم كاد ينتهي أصحابه منه قبل ثورة 25 يناير، إلا أنهم غيروا النهاية وأضافوا إليها حدث الثورة كخاتمة، مثلما فعل أصحاب فيلم «الفاجومي»، حيث ينتهي ببطله الشاعر المعروف يملأ عينيه بالأمل وهو في ميدان التحرير عند قيام الثورة، وبعد كفاح طويل لوطنه لأجل الحرية، وكفاح للشاعر لأجل الثورة التي بشر بها وسجن مراراً في سبيل يومها وحلمها.
لكن بعض الأعمال جاء على مستوى القضية التي عبرت عنها (مثل الفيلم التسجيلي «الطيب والشرس والسياسي ـ التحرير 2011)، وبعضها بدا فيه التقصير بدرجة أو أخرى فنياً ودرامياً في التعبير عن قضيته (مثل «الفاجومي»).
كذلك نلاحظ أن معظم الأفلام السبعة الأحسن هذا العام، هي الأفلام الأولى أو الثانية لمخرجيها، فلا تزال السينما المصرية تعطي مواهب جديدة قادرة في مختلف مجالات الفيلم، على رغم الظروف الصعبة التي تمر بها السينما في المرحلة الانتقالية بعد الثورة، وهي مرحلة بطبيعتها تتسم بالارتباك والتوتر على جميع الأصعدة.
كذلك من بين هذه الأعمال، الفيلم الوحيد الذي أنتجته الدولة منذ 40 عاماً، إذ توقفت عن الإنتاج بإلغاء القطاع العام السينمائي في عام 1971، وهو «المسافر» الذي تمكن من الدخول في أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا، أحد أكبر ثلاثة مهرجانات سينمائية دولية إلى جانب «كان» و{برلين».
كذلك حاز بعض هذه الأفلام جوائز كبيرة في عدد من المهرجانات العربية المهمة، من «دبي» إلى «وهران» أخيراً وغيرهما، مثل أفلام «حاوي» و{أسماء» و{كف القمر» و{ميكروفون».
حصاد عام 2011 السينمائي على رغم التراجع من جهة الكم، إلا أن فيه ما يستحق المشاهدة والمناقشة الجادة والجوائز التي يعتد بها أيضاً.