شروط صحة الشهادتين

شروط صحة الشهادتين

علامات قبولها عند الله – عز وجل

من كتاب عقيدة أهل السنة والجماعة
للشيخ/ أحمد فريد – حفظه الله

ينبغي أن يعلم أن المقصود بهذه الشروط صحتها عند الله – عز وجل – حتى
ينتفع بها قائلها في الآخرة فأغلبها من أعمال الباطن، ولكن يحكم في الدنيا
بإسلام من نطق بالشهادتين ثم يطالب بعد ذلك بفرائض الشريعة وليس الأمر كما
يظن بعض أهل زماننا أننا لا نقبل هذه الشهادة من أحد حتى تتوفر فيه هذه
الشروط السبعة، ولو تدبروا فيها لعلموا أنهم لا سبيل لهم إلى تحقيقها من
أحد، فهذه الشروط هي: العلم واليقين والقبول والانقياد والإخلاص والمحبة؛
فكيف يقيمون اليقين والقبول والإخلاص والمحبة حتى يحكموا على الناس بعد ذلك
بالإسلام أو عدمه؟

1- العلم: أي بمعناها المراد منها وإثباتًا
المنافي للجهل بذلك، قال الله – عز وجل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ}[1] ، وفي الصحيح عن عثمان – رضي الله عنه – قال: قال رسول
الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم: من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله
دخل الجنة[2] .

2- اليقين: أي المنافي للشك. قال الله – عز وجل :
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ
لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}[3] ، وفي الصحيح من حديث أبي هريرة –
رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أشهد
أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبدٌ غير شاكٍ فيها
إلا دخل الجنة[4].

3- القبول: لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه
ولسانه، كما قال الله – عز وجل: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ 35 وَيَقُولُونَ أَئِنَّا
لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ}[5] ، فجعل الله – تعالى –
علة تعذيبهم وسببه هو استكبارهم عن قول: لا إله إلا الله، وتكذيبهم من جاء
بها، فلم ينفوا ما نفته، ولم يثبتوا ما أثبتته.

4- الانقياد: لما
دلت عليه المُنافي لترك ذلك قال الله – عز وجل: { وَأَنِيبُوا إِلَى
رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ}[6] ، وقوله – سبحانه: { فَلَا وَرَبِّكَ لَا
يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا
يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا }[7] ، ورُوي عنه – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – قال: لا يؤمن
أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به[8] .

5- الصدق: المنافي
للكذب وهو أن يقولها صدقًا من قلبه يواطئ قلبه لسانه كما أخبر الله – عز
وجل – عن المنافقين فقال: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا
بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ 8
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا
أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }[9] .

وفي الصحيحين عن معاذ بن
جبل – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ما من أحد
يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله صدقًا من قلبه إلا حرمه
الله على النار[10] .

6- الإخلاص: وهو تصفية العمل بصالح النية عن
شوائب الشرك، قال الله – تعالى: { أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}[11]
، وفي الصحيح عن عتبان بن مالك – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه
وعلى آله وسلم – قال: إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله
يبتغي بذلك وجه الله[12] .

7- المحبة: لهذه الكلمة ولما اقتضته
ودلت عليه، ولأهلها العاملين الملتزمين لشروطها، وبغض ما ناقض ذلك، كمال
قال – تعالى: { وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ }[13] ، وفي
الصحيحين من حديث أبي هريرة: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده،
وولده والنَّاس أجمعين [14]، [15]

جزاكى الله خيرا يا مشمشة